أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اليوم الاثنين، أن العراق كان المبادر في جهود وقف الحرب الأخيرة في المنطقة، مشيرًا إلى أن العراق لم يتلقى أي طلب بل كان يعمل على نقل الرسائل بين الأطراف المختلفة بهدف إيقاف العدوان والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وقال السوداني، في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط، إن “الحكومة العراقية كانت على تواصل مستمر مع الرئاسة الإيرانية ومع مختلف القنوات الإيرانية خلال العدوان”، مبينًا أن “عملية المفاوضات كانت مستمرة وكان من المؤمل عقد جلسة مفاوضات يوم الأحد، لكن العدوان وقع صباح يوم الجمعة”.
وأوضح أن “موقف العراق كان يدفع نحو العودة إلى المفاوضات وإيقاف الحرب، بينما كانت وجهة النظر الإيرانية ترفض التفاوض طالما أن العدوان مستمر”.
وفيما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية، قال رئيس الوزراء العراقي: “الجميع يعلم أن نتنياهو لم يلتزم بأي هدنة لا في غزة ولا في لبنان، ومن الطبيعي أن يقدم على المزيد من العدوان على إيران، وهذه هي سياسته التي تهدف إلى إبقاء المنطقة في حالة حرب لضمان استقرار وضعه السياسي”.
واستعرض السوداني الوضع الإقليمي، مؤكدًا أن “إيران تعد دولة مهمة في المنطقة، وأن أي محاولة لإسقاط النظام الإيراني من خلال الحرب ستحمل تداعيات ستشمل كافة دول المنطقة”.
وأضاف: “لا يمكن أن ترى حريقًا في دولة مجاورة وتتفرج عليه، فتوقع أن تصل إليك النار، هذه هي منهجيتنا مع إيران ومع باقي دول الجوار”.
وفيما يتعلق بالوضع الداخلي، أشار السوداني إلى أن “الحكومة كانت على ثقة من قدرة الشعب العراقي والقوى السياسية على الحفاظ على الاستقرار الداخلي رغم التحديات الإقليمية”، مبينًا “كنا واثقين بقدراتنا على الحفاظ على الأمن الداخلي والنظام السياسي وسط الأحداث والتطورات المتسارعة”.
وفيما يخص إدارة العلاقات مع الفصائل العراقية ، أقر السوداني أن “المهمة كانت تحتاج إلى جهد”، مضيفًا “طيلة العامين الماضيين مرت المنطقة بأحداث ساخنة للمرة الأولى في تاريخها، والعراق مستقر ولله الحمد، بعدما كانت – قبل وقت قريب في عهد الحكومة السابقة – المنطقة مستقرة والعراق ملتهباً في أحداث داخلية واعتداءات”.
وتابع رئيس الوزراء :”نحن أمام واقع ومسار ومنهج عمل ساهم في احتواء كل الانفعالات وبرمجتها باتجاه مواقف سياسية متزنة بعيداً عن الانفعالات”، مؤكدًا “لم نسمح لهذه الانفعالات أن تتطور إلى أفعال تؤثر على الدولة وأمنها واستقرارها وهذا كان عبر جهد سياسي وأمني أيضاً للحفاظ على هذا الموقف”.
وأكد السوداني في ختام المقابلة على أن “العراق أولاً كان منهجًا سياسيًا وعقيدةً نؤمن بها”، مؤكدًا أن “كرامة العراق والعراقيين هي أولويتنا في سياستنا الداخلية والخارجية”.
