كنا/
قال زعيم التيار الوطني الشيعي السيد مقتدى الصدر :ان " صدام الهدام " لم يكتف بقمع شعبه وتجويعه وما فرض عليه من حصار دولي مصطنع من الداعم الأكبر إمريكا فحارب الجارة إيران واعتدى بكل وقاحة على الجارة الكويت مدعيًا بأنها المحافظة التاسعة عشر.
وفيما يلي نص مقال السيد مقتدى الصدر على موقعه في منصة إكس، وتابعتها وكالة القارئ للانباء/كنا /،:
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
وصلى الله على خير خلقه محمد وآله أجمعين
لقد حكم صدام الهدام العراق بالحديد والنار كما يعبرون، بل واستعبد شعبه بكل ما تعنيه كلمة الإستعباد من معنى.
لقد قتل كل خصومه وقمع كل معارض حتى سكتت له كل الأصوات بل وجيرت له كل الأفواه، فجعل من نفسه ( القائد الضرورة الذي لا يمكن الإستغناء عنه البتة.. فكان يحصل على كل الأصوات في الإنتخابات.
لقد قمع الشيعة في الجنوب ولا سيما بعد الإنتفاضة الشعبانية التي كان السيد الوالد أفضل قياداتها وقد اعتقل بسببها في التسعينيات.. وأسكت جميع الأصوات المعتدلة من السنة.. وضرب الأكراد بالأسلحة الكيمياوية كما فعل في الجنوب.
ولم يكتف بقمع شعبه وتجويعه وما فرض عليه من حصار دولي مصطنع من الداعم الأكبر له وهي إمريكا لتجويع الشعب فحسب، فهو كان يرتع بعربات من ذهب ويخط القرآن بدمه النجس.
نعم، لم يكتف بذلك فحارب الجارة إيران واعتدى بكل وقاحة على الجارة الكويت مدعيًا بأنها المحافظة التاسعة عشر.
ثم حاول تبييض صفحته القذرة بمشروع أسماه بالحملة الإيمانية) والإيمان منها براء.. التي أباحت له قتل العلماء واعتقالهم وإعدامهم واغتيالهم وتصفيتهم بدم بارد كما يعبرون.. بعد أن حاول أن يكون بطل الأمة العربية بقصف كاذب للعدو الإسرائيلي الذي قد يكون سببًا في إيجاد ما يسمى بالقبة الحديدية وتفتيت التحالف ضدّ احتلاله للكويت آنذاك.
كل ذلك بعد أن باع الأراضي العراقية في الشمال والجنوب، وكان كل ما ذكرناه بداية لتفتت المجتمع العراقي وإدخاله في صومعة الخوف والرعب والفتن والتجاذبات الداخلية والخارجية.. فهرب من هرب وخضع من خضع... لكن الله ورسوله ووصيه أبوا إلا أن يكون العراق عراق الأولياء والصالحين والمجاهدين بلا تبعية ولا خضوع.
فأشرقت شمس الصدر الثاني بعد أن أعدم الهدام الصدر الأول ولم يبق من طلابه في العراق إلا ابن عمه الصدر الثاني الذي لم يشأ ترك العراق بأيدي البعثية والعفالقة الإرهابيين الأنجاس.. الذي كان دمه بداية النهاية لسقوط حكم البعث في العراق بل وسوريا بعد حين.
نعم، أشرقت شمس الشجاعة والحرية والإباء مستلهماً ثورته الإجتماعية والدينية من أجداده المعصومين كالإمام الحسن المجتبى والإمام السجاد والباقر والصادق والرضا بل وحتى الإمام الحسين سلام الله عليهم أجمعين. إذ لم يشأ السيد الوالد قدس سره الشريف أن يريق دماء العراقيين الطاهرة بعد أن أهدرها الهدام وجلاوزته من خلال الحرب الظالمة مع إيران والكويت والإعدامات والثورات بعد قمعها بالمدافع والطائرات تحت غطاء دولي تغاضى عن المنع عن ذلك آنذاك.
فخطف السيد الصدر السيد الوالد) الأضواء بل خطف قلوب العراقيين الذين ما زال بعضهم يحتفظ بقليل من الشجاعة والكرامة، خطفها بزهده وورعه وتواضعه وصدقه وشجاعته ومروءته وإقدامه وأعلميته ونطقه. فأرجع بذلك الإيمان والدين والمذهب والإسلام والوحدة للمجتمع العراقي تدريجيًا وبفترة تتصف بأنها فترة زمنية ليست بالطويلة أكيدًا.