أحدث الاخبار

من أوراق السفر بيروت .. البصرة؟ .

ااا
0

كنا / عبد الأمير الديراوي


أنظمة الحياة قد تتغير ..تتقدم تارة أو تتاخر قليلا

بحكم تقادم الزمن  ، وقد تطيح الأزمنة بالعديد من الشواخص لتغدو تاريخا أو مجرد ذكرى أو صورة تختزن في الذاكرة .

وكلما تطل علينا بيروت من نافذة الطائرة قبل الهبوط في مطارها الجميل المحاط بمياه البحر الأبيض المتوسط تتخيل أن رئتيك قد إمتلأت بالنقاء والهواء المشحون بالمحبة  

والطيب والإنبهار بتلك الصور المزهوة الباقية منذ

زمن طويل وهي تنعش النفوس .

وعندما تهم بالترجل بعد أن ينفتح أمامك السلم الصغير  عند باب الطائرة تجد إن أرجلك قد لاتحملك فهي تتزاحم على الدرجات فلا تدري هل تبهرك نسمات الهواء العليل

أم الوجوه التي تستقبلك بالبشر والبسمة والجمال .

تغريني بيروت بهيبتها بعطرها بنسائمها العذبة، بوجوه صباياها التي تطل عليك عند لحظات الهبوط الإولى مشرقة ندية .

اللهم إنك تمنحنا النظر لنتمتع

بنعمائك فهذا البلد لم تتغير فيه لغة الجمال ولا تتحول طرقاته ودروبه العتيقة المشبعة بالعطر منذ

سنين طويلة إمتدت الى سبعينات القرن الماضي حينما كنا تسمع ونتمنى أن نزور بيروت ونتعرف على ما يجري في شارع الحمرا التي بلغت شهرته مديات بعيدة ، هو اليوم كما هو بالامس بمبانيه

العتيقة بدور النشر التي أشبعت الدنيا كلها من زاد

المعرفة وكتب الثقافة . وعند صخرة الروشة تزدحم ذاكرتك وأنت تلتقط الصور من بعيد إن كل من زار بيروت لابد وأن تجمعه اللقطات مع تلك الصخرة وكانها صديقة الجميع تحتفي بهم وتمنحهم حنانها وثباتها الممتد لقرون خلت .

تذكرت وأنا أطوف في شوارع بيروت شواخص مدينتي البصرة التي هدمتها  المعاول ومزقت ذلك الجمال الأخاذ لتحيلها الى خراب لا مثيل له فأين ساعتها الشهيرة ساعة سورين وأين شناشيلها المزججة المتدلية على ضفاف الأنهار كإنهاالعذوق التي تتدلى من نخيلات البرحي أين ساحاتها، أبنيتها، العتيقة 

.فلقد أغتيلت كل مواطن الجمال فيها وهي التي كانت 

تدعى ب فينسيا الشرق او بندقية الشرق لكنك لا

ترى اليوم فيها غير خرائب مؤلمة تؤذي العيون ،

على العكس من ما تراه في بيروت ،جبالها ،تبهر كل العيون كنائسها التي تتربع فوق القمم الشاهقة 

شوارعها رغم ضيق مساحتها لكنها تسر عيونك بما تلحظه من  النظافة والاناقة وحسن الترتيب والهدوء 

فلا ضجيج السيارات او ابواقها المزعجة فشوارعها معلمة باشارات تدعو لعدم استخدام المنبه في الشوارع فترى الالتزام كاملا فلا يخدش سمعك صوت المنبهات على عكس الضجيج التي يسود شوارعنا ..

عن بيروت يحلو الكلام  وتحار الكلمات عن الوصف

فانا ادعوك ايتها الحبيبة ان التقيك هناك وسط شجيرات الارز اللبناني الاثير وعند مقاهيها التي تبث اغنيات الشحرورة صباح  وملكة الاصوات فيروز  وموالات وديع الصافي ..ونجاح سلام ..بعد ان نسيت

البصرة كل ذلك البهاء والجمال .وحولت مزارع النخيل الى صحراء !!.

لكنها احتفظت بالطيب والكرم والمحبة والشهامة وبصرتنه ما عذبت محب،

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)

 


 


 


#buttons=(Accept !) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. اعرف المزيد
Accept !