دعا رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، الكتل السياسية والقوى الاجتماعية إلى التكاتف والالتحام خلف برنامج حكومي موحد لمكافحة الفساد بكل اشكاله.
والتقى رشيد، اليوم الخميس 5 أيلول 2024 في مدينة السماوة، جمعاً من الشخصيات المجتمعية والأكاديمية وشيوخ عشائر ووجهاء محافظة المثنى.
وفي مستهل اللقاء أعرب رئيس الجمهورية، عن سعادته بزيارة محافظة المثنى واعتزازه بلقاء أبنائها من مسؤولين ومواطنين، مشيداً بعراقة وأصالة المحافظة ودورها الفعال في تأسيس الدولة العراقية في العشرينيات من القرن الماضي.
وأشار الرئيس، إلى التحديات التي تواجهها محافظة المثنى على مختلف الصعد، مشيراً في الوقت ذاته إلى امتلاكها مقومات كبيرة تؤهلها لتجاوز تلك التحديات والتحول من خط الفقر إلى إحدى المحافظات الأكثر رفاهية في العراق.
ودعا الرئيس الكتل السياسية والقوى الاجتماعية إلى التكاتف والالتحام خلف برنامج حكومي موحد لمكافحة الفساد بكل اشكاله، يعمل الجميع على دعمه وتطبيقه، مؤكداً ضرورة دعم الجهد الحكومي المحلي الذي تبذله إدارة المحافظة في هذا المجال.
كما استمع الرئيس إلى عدد من الطروحات والأفكار والمشاكل من قبل السادة الحضور، حيث تمت مناقشتها وتبادل الآراء بشأنها في سبيل إيجاد الحلول الكفيلة لمعالجتها.
وكان محافظ المثنى مهند العتابي قد رحّب في كلمة له بزيارة برئيس الجمهورية عاداً إياها الحدث الأبرز في تاريخ هذه المحافظة.
كما قدم رئيس جامعة الفرات الأوسط الأستاذ الدكتور حسن الزبيدي درع المعهد التقني في السماوة إلى رئيس الجمهورية تكريماً لجهوده واهتمامه بأحوال وواقع محافظة المثنى.
وفي ما يلي نص كلمة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد بمناسبة زيارته محافظة المثنى اليوم الخميس 5 أيلول 2024:
"بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي وأخواتي من أبناء محافظة المثنى العزيزة المحترمين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في البداية أود أن أهنئ أخي محافظ المثنى ورئيس وأعضاء مجلس المحافظة بمناسبة فوزهم بعضوية المجلس.
كما أهنئ المعهد التقني على التطور الحاصل فيه. يسرني أن أكون اليوم بينكم في محافظتكم الكريمة، محافظة المثنى، التي تمثل عمقاً تاريخياً وأصالة عراقية يعتز بها الجميع.
ومحافظة المثنى ليست فقط ثاني أكبر محافظة من حيث المساحة في العراق، بل هي أيضاً موطن لحضارة عريقة تمتد جذورها إلى الوركاء. كما أسهمت محافظة المثنى بفعالية في تأسيس الدولة العراقية في العشرينيات من القرن الماضي، ورغم أنها اليوم الأقل سكاناً بين المحافظات، إلا أن قيمتها المعنوية والتاريخية كبيرة جداً بالنسبة لكل العراقيين.
لا يمكننا، أيها الأخوة والأخوات، تجاهل التحديات التي تواجهها هذه المحافظة العزيزة. فمن المؤسف والمؤلم لنا هو أن هذه المحافظة تتصدر أحياناً قائمة المحافظات الأكثر فقراً، وهذا وضع يجب أن نعمل جميعاً على تغييره.
المثنى كما تعرفون، تمتلك مقومات كبيرة تؤهلها لتجاوز هذا التحدي، فقد دخلت المحافظة ميدان المحافظات النفطية، وعلينا أن نضاعف الجهود لتحقيق الإنتاج الفعلي، كما أن استحداث شركة نفط المثنى بات ضرورة ملحة تساعد في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. كما ينبغي استكمال الإجراءات الأولية لفتح منفذ الجميمة، الذي سيسهم في ربط المثنى بشكل استراتيجي بين العراق ودول أخرى.
كما لا ننسى ما تتمتع به المحافظة من مقوّمات زراعية، إضافة إلى تفوقها في صناعة الأسمنت التي جعلت منها عاصمة لهذه الصناعة في العراق.
هذه الإنجازات في المجالات الزراعية والصناعية والاستثمارية تجعل المثنى قادرة على التحول من خط الفقر إلى إحدى المحافظات الأكثر رفاهية في العراق.
إنه من دواعي سروري أن أؤكد على أهمية ترسيخ الوضع الأمني والاستقرار السياسي في المحافظة.
الاستقرار هو الأساس الذي تقوم عليه التنمية والتقدم، وهو ما يجب أن نعمل جميعاً على ترسيخه في محافظة المثنى. كما أؤكد دعمنا الكامل للجهود المبذولة في مكافحة الفساد، فهذا التحدي يشكل عائقاً أمام تحقيق التنمية والعدالة التي ننشدها. كذلك، فإن مكافحة انتشار وتجارة المخدرات يجب أن تكون على رأس أولوياتنا، فهذه الآفة تهدد مستقبل شبابنا وتعيق تقدم المجتمع.
وفي هذا الإطار، أدعو جميع الكتل السياسية والقوى الاجتماعية إلى التكاتف والالتحام خلف برنامج حكومي موحد، نعمل جميعاً على دعمه وتطبيقه. كما أؤكد على ضرورة دعم الجهد الحكومي المحلي الذي تبذله إدارة المحافظة.
إن علامات النجاح باتت واضحة في هذا التوجه الحثيث نحو بناء محافظة قوية وقادرة على مواجهة التحديات وتحقيق تطلعات أبنائها.
ختاماً، أود أن أشكركم جميعاً على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وأجدد التزامنا بالعمل معكم من أجل مستقبل أفضل لمحافظة المثنى ولكل العراق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".