أحدث الاخبار

ثورة عاشوراء.. هل نحن مع الحسين أخلاقا وسلوكاً وممارسات ..

ااا
0

 كنا / عادل الأسدي  


إن استنهاض  العاطفة في ممارسة الشعائر الحسينية والتعبير عنها والتي تتصاعد  أيام محرم الحرام لابد أن يصاحبها وعي وفهم وبصيرة  لمبادئ وقيم عاشوراء وتحويلها إلى واقع معاش في حياتنا بمعنى أن نصوغ أفكارنا وعواطفنا وسلوكنا وفق المنهج الحسيني الساطع  وان نتحرر من أخلاق يزيد  وفجوره وظلمه ومن كل الانحرافات وان لا نعيش الازدواجية في السلوك والفكر والممارسة , وأن لا نمارس الشعائر عاطفيا ونتخلى عنها روحيا وفكريا في الثقافة والعادات والأخلاق والسلوك بمعنى آخر أن لا نعيش حالة من التناقض  مع أهداف ومضامين الثورة الحسينية وعلينا أن  نتحرر من المعاصي والذنوب ,هناك من تتصاعد عنده روح الثورة الحسينية  والعاطفة الجياشة ولكن لا يمتلك (وعي ومبادئ ) القضية  الحسينية ولا أخلاقها  ولا يترجم سلوكياتها  فلا قيمة للعاطفة دون (وعي وبصيرة )  بما هو مطلوب منا اتجاه الأمام الحسين -ع -  وتجاه أنفسنا ومجتمعنا من دون موقف والتزام بروح  النهج  الحسيني ولابد أن تكون للحسينيْ الملتزم والصادق في ولائه رؤية واعية وبصيرة ثاقبة في استيعاب مضامين الثورة الحسينية ومبادئها وأبعادها ونهجها التي تدعو إلى  مقارعة الظلم والفساد  وان تكون له المعرفة بكل ما هو مناف لها  ولابد أن نمتلك الصدق والإخلاص  في هذه الممارسات لتكون عبادة مقربة إلى الله . وأن نعمل على التجسيد الحقيقي للعناصر المهمة التي دعا إليها الأمام الحسين -ع - في ثورته العظيمة  مثل الجهاد والإصلاح ومواجهة الانحراف   وتلك هي  أسس النهضة الحسينية فصيحة الإمام الحسين بوجه البغاة يوم العاشر من محرم الحرام  كانت راسخة البنيان واضحة المعاني بقوله"  إنما خرجت من أجل طلب الإصلاح في أمة جدي آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وهو يعلم يقينا إن يزيد سيحرفها عن مسارها ومضامينها الربانية التي جاء بها جده النبي محمد –ص- ".لذا  كان عليه السلام ينشد الإصلاح الشامل وتشذيب وتهذيب النفس وتطهيرها من أدران الفساد ومقارعة  العبودية التي أكدها  بصيحته  الخالدة ( هيهات منا الذلة) الصيحة التي أصبحت رمزا للإنسانية لمن ينشد التحرر والحرية ,  

ومن أسس الولاء الحسيني أيضا هو الانتماء لأهل البيت واعتناق مبادئهم والانصياع لأوامرهم وتوجيهاتهم إننا نريد لمبادئ وقيم عاشوراء أن تكون حاضرة في  واقعنا الحياتي المعاش , الروحي والأخلاقي والأسري والاجتماعي والثقافي والسياسي ولابد أن نمتحن ولاءنا للحسين وولاءنا لعاشوراء من خلال وقفة جادة مع أنفسنا لنكتشف هل نحن  مع الحسين أخلاقا وسلوكا وفكرا وعادات وممارسات, إننا نخشى أن نعيش العاطفة مع الحسين ولكننا نمارس أخلاق يزيد وسلوكه وظلمه وفساده . ومن أجل هذا  علينا أن نتربى على إرادة الرفض ومواجهة الظلم والانحراف والفساد سواء أكان على مستوى الحاكم أو المجتمع أو الفرد أو الدائرة وسواها  والثبات والصمود  أمام كل التحديات , إننا نريد للعاطفة الحسينية أن تدوم وتتأجج ولكن ألا تكون عاطفة خالية من الوعي والبصيرة .

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)

 


 


 


#buttons=(Accept !) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. اعرف المزيد
Accept !