في مثل هذه الأيام من شهر حزيران عام 2014 أطلقت المرجعية الدينية ممثلةً بالمرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله، فتوى الجهاد الكفائي للدفاع عن العراق أرضاً وشعباً ومقدسات.
وقد كان لهذه الفتوى المباركة الأثر الإيجابي، الذي فجّر مكامن الايمان في قلوب الرجال فهبَّ الآلاف شيباً وشباباً لتلبية النداء.. نداء العزة والكرامة والنخوة، وتحققَ ما تحقق من انتصارات وصلت أصدائها لأقاصي العالم، ليثبت العراقيون ان النداء الروحي والايماني قد هز اركان الارهاب وزلزل الارض تحت أقدام داعش وصولاً الى تحرير كل الاراضي التي دنستها ايادي الارهاب النجسة.
ان آثار فتوى المرجعية المباركة للدفاع عن العراق قد بيّنت العديد من الحقائق التي شملت نواحي الحياة الاجتماعية والدينية والاخلاقية والسياسية، وصولا الى خلق حالة من الوعي العام لدى الشعب لما يدور حوله من حجم مخيف من المؤامرات والخطط التدميرية.
التي فشلت واندحرت امام بطولات الحشد الشعبي والأجهزة الامنية ولاننسى في هذا المقام الدعم الذي قدمته الجمهورية الاسلامية الايرانية وحزب الله في لبنان من خلال السلاح والقادة والمستشارين والمشاركة الفعلية في هذه الحرب ، وكان لهذا الموقف والدعم دور فاعل بالانتصارات التي تحققت على عصابات داعش الارهابية مع الاشارة ان الجمهورية الاسلامية الايرانية قدمت الدعم لجميع طوائف الشعب العراقي من اجل تحقيق النصر على تلك العصابات المجرمة.
لقد ساهمت هذه الفتوى في اظهار مكامن الولاء لأهل البيت عليهم السلام وللوطن، وأعطتنا صوراً حقيقية من معاني الايثار والتضحية والثبات والارادة.. تلك الصور التي افتقدناها منذ زمن طويل ولهذا فان اليوم نستذكر هذه الانعطافة الكبيرة في مرحلة مهمة وخطرة كانت من مراحل تاريخ العراق التي يجب ان نستلهم منها العبر والدروس وان تكون منهجا تربويا للأجيال القادمة .
رحم الله شهدائنا الابرار وخصوصا من الذين لبوا نداء المرجعية والوطن وان يشافي جرحانا. وان يلهم ذوي الشهداء الصبر والسلوان.
