أحدث الاخبار

بلا عنوان

ااا
0

 الشعبة الخامسة ليس لها أن تكون متنزهاً / أياد الإمارة 

كنا /



(مسح الذاكرة العراقية لانتاح اجيال شروگية جديدة معدّ للسلخ من جديد )


إلى السيد السوداني المُحترم مع التحية 

ليس للشعبة الخامسة أن تتحول إلى متنزه ..

إلى زهرة فواحة ..

وشجرة يانعة ..

يستظل العشاق تحت أفيائها ويعزف الموسيقيون بينها ألحانهم العذبة ..

القصة في الشعبة الخامسة مُختلفة جداً ..

كُن مُنجزاً هذا ما نتمناه ونرجوه منك ..

وبغداد مترامية الأطراف وفيها من المساحات التي يمكن أن تكون معابر رومانسية جميلة جداً كجمال أمانيك "الواسعة والعريضة" ..


الشعبة الخامسة أهم جزء في تاريخ العراق ..

هنا كانت تُكتبُ قصص البطولة والإباء والشجاعة بدماء خيرة أبناء العراق ..

هنا قطعوا أوصال الشهيد السعيد أحمد الصافي ليعترف على اخوته ولم يعترف وهو الذي تتكسر على شفتيه كلمات الشباب التي لم تنضج بعد ..

هنا في الشعبة الخامسة مزقوا جسد الشهيد ابو حسين الخفاجي ..

هنا إنتهكت أعراض العفة والشرف ..

هنا كانت تراق القيم على محاريب العقيدة ..

في الشعبة الخامسة ترى العراق بكل أوجاعه، بثواكله، بأيتامه، بأرامله، بكل أب أبيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ..

هنا في الشعبة الخامسة مزق الجور والبغي آمال الناس بلا شفقة أو رحمة.


ماذا نحدث الناس عن الشعبة الخامسة؟

عن الطبيب ربيعة الذي كان في ربيع العمر؟

عن المهندس إحسان الذي تناثر جسد رضيعه على حائط جدران هذه الشبعة ومات كمداً ..

لم يتحمل إحسان أن يرى طفله الذي وُلد وهو في السجن، لم يره، وضعوه بين يديه رضيعاً ليتبادلا أول نظرة وآخرها ثم سحبوا منه رضيعه وضربوا به الجدار فتناثر جسده الصغير وتبعه والده المثكول كمدا.

هذه الشعبة الخامسة فيها من قصص العراق ما لا يُحتمل ..

فيها من شقاء العراق ما لا يُحتمل ..

هنا في الشعبة الخامسة كل شيء.


وليس للورد أو الشجر ومساحات الحشائش أن تلغي التاريخ الذي يجب أن يبقى منقوشاً في ذاكرة العراقيين ..

ليس للعراقيين أن يغنوا فوق هذه الأرض ..

ليس لهم أن يستمتعوا بالوقت الجميل هنا بين صرخات أمير الطفل الصغير وبين صوت نسرين الشابة الحامل في شهرها الأخير وهم يسحبونها من رجليها أمام زوجها ..

هنا لا مجال للضحك والمرح ..

هنا صوت كل عراقي ..

هنا وجع كل عراقي ..

هنا سالت دماء العراق ..

هنا الكثير الكثير من مشاهد كربلاء المقدسة.


إعدل عن رأيك دولة الرئيس وأترك الشعبة الخامسة لتكون سفر هذا البلد الموجع ..

لا تأخذ بك الرومانسية إلى المساحة التي تُضيع تاريخ أهلك الناصع ..

لستُ ضد إنجازك ..

صدقني أنا أفرح به وأي فرح ..

وأُشيد به وأي إشادة ..

لكن لا أقبل لك ومنك أن تزيح تاريخنا بوهم المتنزهات ..

ليس لك أن تمحو تاريخاً سجلته السماء بحروف من نور تتأرجح فوق ..

هناك تحت أظلة العرش ..

ليس لك أن تُبدل قصة أمير وما فيها من اللوعة والأسى بوردة قد تذبل سريعاً ..

ايها الرئيس إعدل عن رأيك وخذ من بغداد ما تشاء وأزرعه ورداً وشجرا، لك ذلك، وليس الشعبة الخامسة لا ينبغي بك أن تفعل هذا.



إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)

 


 


 


#buttons=(Accept !) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. اعرف المزيد
Accept !