لنتذكر انتفاضة آذار الباسلة ١٩٩١ واهمال ذكراها المقصود من المنتفعين والجبناء ولصوص هذه الايام وسماسرة دكتاتورية صدام المتلونين.
وبالتحديد يوم ٢ اذار ١٩٩١ ، كانت تحركات حماسية وعفوية قام بها مواطنين عزل بمحاصرة المعسكرات والهتاف والدعوة لاسقاط النظام وزبانيته القتلة الذين اذاقوا الشعب المظلوم جميع انواع المهانة والعذاب، والحصار المقيت وزج خيرة شبابه في الحروب الخاسرة والسجون وزنازين المخابرات والامن الصدامي.
واندلعت شرارة الانتفاضة من البصرة والتهبت بها ١٤ محافظة من اصل ١٨ تعداد المحافظات التي يتكون منها العراق.
خرجت الجماهير الغاضبة والمنتفضة تدين الاندحار وتكميم الافواه والجوع والدمار الذي لحق بالعراق وعدم مبالاة النظام بما يتكبده من قتل وتحطيم الياته العسكرية واستمرت الانتفاضه ... هاجم المنتفضون مقرات الحزب العفلقي والمخابرات واطلاق سراح المعتقلين وقتل الرفاق كونهم جواسيس البعث الفاشي وتسببوا في اعدام وزج شعبنا في الحروب الخاسرة ومتابعة المعارضين العراقيين والفارين من الحروب المستمرة.
والتحق قادة وضباط لدعم اهلهم المظلومين في انتفاضتهم المجيدة وعصيانهم بوجه اكبر دكتاتورية مقيته فعلا كانت ثوره للجياع وغضب الشجعان نستذكرها باحترام وفخر ونرفع هاماتنا عالية بها لانها ارعبت جلاوزة النظام الذي اراق دم شعبنا الصابر المظلوم.
كانت البصرة تغلي بليلها الاسود وازيز الطيران والقصف بكل الأسلحة والخوف والرعب وانقطاع المياه والظلام الدامس وارتفاع اسعار الطعام والوقود وعدم توفرها ، كنا مجموعة نقف بالقرب من شارع المكاتب في مدينة الجمهورية قرب موقف باص مصلحة نقل الركاب كما يسمونها.. ونتداول بحذر لخوفنا واحد من الاخر من المندسين من اعوان النظام البعثي بالاخبار والحرب وصديق لنا نسميه مونتي كارلو نسبة للإذاعة الفرنسية، فكانت الاخبار متباينه واختلط بها الحابل بالنابل كل هذا قبل اندلاع شرارة الانتفاضة العظيمة وكنا لانترك بيوتنا لاننا نتوقع بكل لحظة الهياج الشعبي والانفلات لان الناس بان عليها التذمر بسبب القهر والهمجية الصدامية المقيته، فنخرج من بيوتنا لنشتري البطاريات وابتكرنا عدة طرق لديمومتها في وقته.
والتداول بالشان السياسي والحربي بوجوه شاحبة ومرتبكة من كل شي وكان لنا صديق معلم اسمه استاذ راضي يمتاز بسرعة البديهية والنكته إضافه للحماس الوطني والتحليل السياسي المقنع وكان اكبر منا سنا، واتذكر تحليلاته عن اخراج صدام من الكويت والتنازلات وخيمة سفوان ويجملها بنكته واغاني المطرب الكويتي شادي الخليج في مهرجان هلافبراير ويقلد صوت وحركات المطرب وعندما يشعر ان احد اعوان النظام بيننا يغير الموضوع بنكته واذكر منها.
يقول: كنت اعلم الصف الاول ودرسنا الاول كان دار.. دار والتلاميذ يرددون وانا اتمايل امامهم واضحكهم ليتقنو الدرس بعدها اتجول بينهم واحد واحد وصلت لاحدهم قلت له اقرا ردد داران داران تيقنت انه خاف او يخجل مني فقلت له ابني دار ..دار، يصر ويقول داران .. داران فغضبت منه وصحت عاليا قول دار وبعدين من الله يوفقنا اتصير داران وحاولت كل جهدي ان يردد كلمة دار دار بقي يقول داران داران فيقول تركته لاني فقدت اعصابي وكدت الطم راسي ونحن نضحك.
وقبل بزوغ فجر٢ اذار ١٩٩١ كنا مجموعة استاذ راضي نهتف بسقوط الطاغية وحزب البعث الصدامي ونهاجم مقراته ومراكز شرطته ومخابراته واغلب الطلاب الذي درسهم يقتدون بنا ويلتحقون بالانتفاضة الوطنية وكل اهلنا المظلومين.
بعد ذلك قمعت الانتفاضة بوحشية من قبل الحرس الجمهوري الموالي لصدام وقتل المنتفضين بوحشية واعدامهم وقصف وتدمير بيوتهم واستطاع استاذ راضي من الهروب لمخيمات السعودية ومنها لهولندا وترك استاذ راضي عبد علي الميسور الحال الدار والداران.
وانا سجنت في المخابرات ونقلت لسجن البصرة وعانيت من التعذيب القاسي والوحشي ولم اعترف ابدا واطلق سراحي لعدم ثبوت الأدلة ضدي.
كل هذا التشرد والضياع والمعاناة من انتفاضتنا الشجاعه والان يسترزق منها بعض المتزلفين والذين تسلقوا المناصب في حينها كانوا عيون وجواسيس للنظام ويرتدون الزيتوني.
قامو بتظليل الناس وكذبوا عليهم وفبركوا قصص لانفسهم ليس لها من الواقع بشي وكانوا يسمون الانتفاضة، صفحة الغدر والخيانه ويشيدون بجرذ العوجه والحفرة العفنه ويستجدون الدرجات الحزبية بوقوفهم امام باب امين سر فرع البصرة الصدامي ،
بل يطالبون المعدوم النتن علي حسن المجيد، ان يزودهم بالسلاح لمقاتلة اهلهم وشرفائهم وهذا موثق... والان يتكلمون بالشرف الوطني وصولات الحسين الخالد وحقوق الشعب وبدون خجل عن السلطة الدكتاتورية وبعضهم تحول لمظطهد ومفصول سياسي ومنهم مخاتل يتظاهر بالتدين والورع ... ومثل مايكولون اهلنه جذابها مربع .