أحدث الاخبار

الى ديار الخصب . / عبد الامير الديراوي

ااا
0

 كنا /


اليوم وقفت عند باب الدار تأملت صورة الحياة التي نعيشها والتي أخترناها بانفسنا فقلت في سري حمدا لك يارب أنني ولدت على تلة صغيرة في واحدة من قرى الريف وصادف ذلك الوقت فيضان يعم البصرة كلها فغادر الأهل البيوت الى تلال صغيرة في الصوب الشمالي للقرية فقدآوينا إليها لتعصمنا من طغيان المياه التي أغرقت معها الحرث والزرع وصغار النخيل كما حدثني أبي بعد أن كبرت .

وإختصارا،  اليوم تذكرت تلك الفترة التي كنت فيها أحد أبناءالريف أعيش على ماتنتجه الأرض من الخضار

والحنطة والشلب حيث يزرع الأهل كل ما يخطر على البال من المواد الغذائية فلا وجود للمولات او الاسواق الكبيرة ولا السيارات الفارهة ولا القصور المشيدة على ضفاف الأنهار .

نعم تذكرت تلك الحياة البسيطة بعدأن أمضيت أكثر من60 سنة من حياتي متنقلا بين مناطق المدينة المختلفة المعقل والجبيلة والرباط الكبير

والتنومة والجمعيات وكذلك بغداد .

 عدت بعدكل

تلك الأعوام الى موطني الحقيقي الى الريف حيث النخل والأنهار والخضرة لكن .. لم تكن وجهتي هذه المرة صوب  مسقط راسي في الهارثة والدير بل الى ديار أخرى أليفة هي ديار الخصب والشجر والدفء في أبي الخصيب التي تنبت فيها  الطيبة والخلق والنبل والبساطة والعادات الاصيلة  قبل الأشجار فالأهل هناك منبع لكل تلك الخصائل ، نعم عدنا الى تلك العلاقات الحميمة والى وقوف الأطفال في العيد يقبلونك من كل صوب وهم يأتون جماعات ، جماعات لينتزعوا منك العيدية لكنهم يقنعون حتى ب "جكليته " واحدة فيقدمون لك كلمات الشكر وينصرفون الى البيوت المجاورة فتلك عادات تناستها المدينة فلا تجد الأطفال يمارسونها منذ زمن طويل لكنها عادة راسخة عند أبناء الريف .

فهكذا هي الحياة تدور وتدور وتعود للجذور !.

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)

 


 


 


#buttons=(Accept !) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. اعرف المزيد
Accept !