كنا/
بقلم : سمير عبيد
#أولا :
تعتبر صولة السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣ بقيادة المقاومة الفلسطينية وتحديدا بتخطيط وقرار وتنفيذ كتائب عز الدين القسام ضد الكيان الصهيونى الحدث الأعظم على المستوى الفلسطيني ،ومستوى محور المقاومة. والحدث الذي طغى حتى على حرب وانتصارات اكتوبر عام ١٩٧٣ ضد اسرائيل على الرغم ان تلك الحرب قررتها دول عربية بمقدمتها مصر وليس فصيل صغير من المقاومة الفلسطينية نجح بتسجيل نصر تاريخي على جميع الاجهزة المخابراتية والاستخبارية وأجهزة التجسس. والاهم انتصر هذا الفصيل الصغير على الجيش الاسرائيلي الذي يعتبر من اقوى جيوش العالم. فكانت معجزة بقرار من السماء. وخطوة واضحة في سلسلة معارك تحقيق مشروع العدل الالهي. ولهذا ان هذه المعركة بالذات في جوفها معارك قادمة وجميعها ستكون بعنوان النصر ضد اسرائيل التي لن تعود لسابق عهدها على الأطلاق !
#ثانيا :-
وتعتبر هذه الحرب التي قادتها كتائب القسام مقدسة بامتياز. كونها سجلت نصراً على اسرائيل يستحيل تحقيقه في الحسابات العادية والعسكرية وفي ميزان القوى. ولكن لأنها معركة الله ولأن الرجال الذي قرروا خوض غمارها صدقوا مع الله وكانت نياتهم صادقة تكللت جهودهم بالنصر الذي كسر شوكة اسرائيل وزعزع البيت الابيض والادارة الاميركية وجعلها في حالة تخبط . فكان بالفعل نصرا مركباً كونه كان ضد الولايات المتحدة التي قررت الاصطفاف مع الكيان الصهيونى ضد شعب واطفال ونساء غزة تحت عنوان ابادة الشعب في غزة ،واجباره على الهجرة الى سيناء والعراق والاردن والسعودية والامارات ودول الخليج .فسقط هذا المشروع ، وسقط مشروع الشرق الاوسط الجديد ( اسرائيل الكبرى ) ، وسقطت صفقة القرن ، وسقط التطبيع الذي كان قاب قوسين او ادنى بين السعودية واسرائيل،وسقطت احلام الشركات البريطانية والكندية والفرنسية والاميركية والاسرائيلية والاماراتية بالاستلاء على النفط والغاز الذي تحت اقدام الغزاويين وبكميات كبيرة ، وسقط ممشروع قناة ( بن غوريون ) التي يفترض مرورها عبر شمال غزة وتكون بديله عن قناة السويس ومرتبطة بمشروع ( خط الحرير الاميركي - الهندي - السعودي الاسرائيلي ).
#ثالثا :-
هل عرفتم الآن القيمة الاستراتيجية العليا التي حققتها كتائب القسام عندما قررت حربها ضد اسرائيل في السابع من اكتوبر ؟. هل لاحظتم كيف افشلت كتائب القسام المخطط الاميركي لغزة وجنوب لبنان وايران والمنطقة وجعلت الادارة الاميركية في ورطة هي الاولى من نوعها؟. بحيث سجلت انقساما داخل المجتمع الاميركي، وداخل الجامعات الاميركية والغربية ، وداخل المؤسسات الاميركية وحتى داخل الادارة نفسها . فصار الشارع الاميركي والاوروبي والكندي والغربي والعالمي محامي صادق بالدفاع عن غزة ودعم شعب واطفال ونساء غزة واتهام اسرائيل بالنازية وعدم احترام القوانين الدولية والانسانية . وها هي ادارة بايدن وبلسان رئيسها جو بايدن تحاول جاهدة كسب الشارع الاميركي والعالمي من خلال فرض الهدن المؤقتة ورغم معارضة القيادة الاسرائيلية بقيادة المجرم نتنياهو ووزير دفاعه المتعطش للدماء !
#رابعا :-
فالقيادة الإسرائيلية لا تمتلك اي أوراق تناور بها وعلى عكس حركة حماس التي تمتلك اوراقا كثيرة . فرئيس حكومة الكيان الصهيوني ووزير دفاعه يصران على مواصل القتال بعد انتهاء الهدن المؤقتة وهنا ستكون اسرائيل امام ثلاث خيارات صعبة :
*أ:- الاستمرار في القتال وهنا سيكون الجيش الاسرائيلي صيدا سهلا للمقاومة وسوف يغرق جيش اسرائيل في مستنقع غزة … وان الاصرار على القتال ستكون اسرائيل وبالضبط مثل شخص يضرب رأسه بالجدار مرارا وتكرارا ليفتح الجدار ويمضي وحينها سيكون مليء بالدماء ( وهذا حال اسرائيل )
*ب:- اما اذا بقي الجيش الاسرائيلي منتشرا في قطاع غزة لحصار المقاومة والشعب فحينها ستكون هناك حرب استنزاف وسوف يكون الجيش الاسرائيلي محاط بعش الدبابير !
*ج:- واذا توغل جيش الأحتلال الاسرائيلي ومن ثم قرر الانسحاب فلن يأمن ان يتسلل مقاتلو حماس خلف الجيش الاسرائيلي ونحو القواعد ثانية… وبعدها سوف تحصل الانهيارات السياسية داخل اسرائيل وسيبدأ موسم الإقالات والمحاكمات واول ضحاياه نتناياهو نفسه !
#الخلاصة :
اسرائيل مخنوقة جداً بضغط هزيمة السابع من اكتوبر ، وبضغط عائلات الاسرى لدى حماس، وبضغط الشارع الاسرائيلي الذي يطالب باستقالة نتنياهو ومحاكمته.وبضغط البيت الابيض والرئيس بايدن الذي يرفض ان تغرق الولايات المتحدة مع اسرائيل في غزة مثلما يتمنى ويخطط نتنياهو . ناهيك عن الانقسام داخل الحكومة. فتحاول اسرائيل تلطيف الهزيمة من خلال قبول الهدنة المؤقتة واعادة الاسرى المدنيين !
سمير عبيد
٢٧ نوفمبر ٢٠٢٣
