كنا / متابعات
اعلن يوم امس الخميس، عن وفاة المصارع العراقي عدنان القيسي عن عمر ناهز الـ 84 عاماً ، وهو من عائلة تسكن الاعظمية ، وهاجر الى امريكا لاكمال دراسته في ستينيات القرن الماضي .
ظهور مفاجيء للقيسي في العراق:
في نهاية الستينيات وبداية سبعينيات القرن الماضي حضر مصارع عراقي (يحمل الجنسية الامريكية) وهو عدنان القيسي الى بغداد .
واعلن انه سيخوض نزالات مع ابطال العالم بالمصارعة الحرة غير المقيدة (اي الاستعراضية) في العراق ، ويختلف هذا النوع من المصارعة التي تعتمد على المراهنات عن رياضة المصارعة الاولمبية التنافسية .
حضور القيسي الى العراق جاء بترتيب مع الاتحاد الدولي للعبة وبعض الشركات والحكومة العراقية ، وهدف اقامة المباراة في حينها كان الهاء الشعب عن اي اهتمام آخر عن مشاكل المجتمع والسياسة .
انتشر هذا النوع من المصارعة غير المقيدة ولاول مرة في كل المحافظات العراقية ، واصبح الشغل الشاغل لهم ، وكانت الجماهير ومختلف طبقات المجتمع تنتظر نزالته من اجل متابعتها بشغف .
كشف الزيف:
وفي نفس الوقت كان هناك معارضة من العارفين بخفايا هذا النوع من المباريات التي يتفق على نتيجتها مسبقاً ومدفوعة الثمن ، ومنهم الراحل مؤيد البدري الذي فضح اسرارها لكنه جوبه بحملة شعواء من المدافعين عنها في تلك الفترة وهم كل قيادات الدولة ، وعوقب بالنقل الى البصرة.
شعبية هذه اللعبة تجاوزت كرة القدم ، بعد ان دخلت كل بيت ، واصبحت حديث الشارع وانتشرت صور عدنان القيسي على اغلفة الصحف والمجلات العراقية والعربية ، واذكر في حينها ان صوره كانت تباع في كل مكان وعلى ارصفة الشوارع وتعلق ايضا في بيوت العراقيين .
وبدأ العراقييون ينتظرون بشغف موعد نزالات عدنان القيسي على حلبات المصارعة في بغداد والمحافظات والتي كان ينقلها التلفزيون العراقي بشكل مباشر ، ويشاهدها اغلب الناس في البيوت والمقاهي ، وكان يحضرها عدد كبير من المتابعين يتجاوز سعة الملاعب بكثير ، وكانت شوارع بغداد فارغة من الناس اثناء اقامة وبث هذه النزلات التمثيلية ، وكان الوضع الاقتصادي للفرد العراقي ضعيف في حينها ، وان اجهزة التلفزيون غير موجودة في كل البيوت ، ولذلك كانت العوائل تذهب الى البيت الذي يملك التلفزيون من الجيران ، من اجل متابعة نزالات القيسي بشغف ومتعة كبير.
طبعا العراقي معروف بانه شخص عاطفي وبامكانك ان تقوده الى اي نقطة من خلال التأثير على عاطفته ، واستغلت الحكومة العراقية وقياداتها هذه النقطة واستطاعت ان تنفذ اغلب اجنداتها السرية من خلال انشغال الشعب في انتصارات القيسي الوهمية.
والمعروف عن هذه النزالات انها لا تمثل حقيقة تنافسية ، كان القيسي يمثل في اغلب الاحيان انه سيخسر النزال ، ولكنه من خلال كلمات وادعية يستخدمها ويدعو بها ويفوز على منافسيه ، مما يلهم الجماهير بشكل كبير، وكان القيسي يفوز بعد ان يشبع منافسية بضربة (العكسية) التي اصبحت مشهورة وماركة مسجلة باسمه.
الفوز على ابطال العالم:
فاز القيسي على ابطال المصارعة العالميين (الكندي كريانكو ، الانكليزي جون ليز ، الفرنسي جون فريري طوله 240 سم ، الارلندي جاك كاميرون ، والاسكتلندي ايان كامبل (وكان يرتدي التنورة) ويلقب بالثور لكبر جسمه ، وكان في كل مرة يفوز يعطى حزام مرصع بعدد من الاعلام والعلامات التجارية.
وفي يوم من الايام صحى العراقييون على حقيقة اختفاء المصارع عدنان القيسي وهروبه من العراق ، وبدات تدريجيا تختفي معالم هذه اللعبة من العراق ، وعاد الهدوء الى الشارع الرياضي الذي عاش على كذبة بطل عالمي بالتمثيل وليس بالتنافس الحقيقي.
عودته الى العراق:
وجهت وزارة الشباب والرياضة الدعوة الى المصارع عدنان القيسي للحضور الى العراق ، والتواجد والمشاركة في مؤتمر المغتربين الاول الذي عقد في بغداد عام 2009 ، الى جانب فلاح حسن ، وباسل كوركيس ، وثائر عبد الوهاب ، والعديد من نجوم الرياضة العراقية.
ولادته:
اسمه عدنان عبد الكريم أحمد القيسي من مواليد 1 آذار/مارس 1939 في بغداد ، ابوه رجل دين ، وهو ابن أخ مفتي العراق سابقاً الشيخ قاسم القيسي .
ولقب القيسي بـ(أسطورة المصارعة العراقية) ، لعب في اتحادات مشهورة مثل دبليو دبليو إي-AWA-NWA
لعب المصارعة الحرة غير المقيدة بشخصيات "بيلي الذئب الأبيض - شيخ عدنان القيسي - الجنرال عدنان ، وكان مدير مصارعين اساطير امثال "سوبرستاس بيلي جرام وجيري كرشر بلاكول وبوب اورتون.
