يوسف الموسوي/استراليا - ملبورن
تسكُرُ الناسُ بكؤوس الخمرة وأنا أسكرُ بكأس المحبة ونخُب الأخوة وشراب المودة.
لا يقشعر بدني لكلمات الحبيبة ولكنه يقشعر للكلمة الطيبة والفعل الحسن والشعور الصادق بين أخوة يختلفون في عقائدهم.
ولا تدمع عيني للقاء الغريب من الأهل والأصدقاء ولكنها تدمع في المواقف الجميلة بين الغرباء ومن لا يربطهم رباط الدين والمذهب بل يربطهم رباط الإنسانية.
قبل يومين كانت ملبورن على موعد مع المحبة، على موعد مع التآخي وعلى موعد مع الجمال.
مجموعة من إخوتنا المسيحيين الذين حملوا المحبة على كفّ بعد أن فاضت بها القلوب وحملوا القرآن على الكف الأخرى. ساروا يتقدمون الصفوف بخطى واثقة تخط ورائها السلام وتنطق بالإخوة وإن كانت صامتة.
جائوا يحملون الكتاب الكريم إلى جانب الصليب ويقرأون رسالة لا تحتاج إلى كلمات.
كان المكان الذي جائوا إليه هؤلاء الفتية الذين آمنو بالمحبة في مسجد الإمام الحسن المجتبى ع وكان الحدث موثقًا في السماء وعلى رقاع القلوب.
لربما أحرق من أحرق القرآن قلوب الكثير من المسلمين لكن هذه المزنة الممتلئة بالمحبة والتي حملت رسالة عظيمة في المودة والتآخي أطفأت كثيرًا من النيران.
طوبى لصانعي السلام وناشري المحبة وحاملي لواء المودة حيثما ما كانوا.
وشكرًا لمن صنع الحدث وجعله ممكنًا في مسجد الإمام الحسن المجتبى ع.