كنا/خاص
من الانتعاش إلى الاستدامة: مشروع منظمة الأغذية والزراعة والاتحاد الأوروبي يقود التغيير في نينوى
في 3 و 4 مايو 2023،
تنفيذا لتوصية الأمانة العامة لمجلس الوزراء قامت بعثة رفيعة المستوى من وزارة الزراعة، مديرية المرأة بديوان رئيس الوزراء، أعضاء اللجنة التنفيذية لتمكين المرأة، ومنظمة الأغذية والزراعة في العراق (الفاو) بزيارة ميدانية للاطلاع على نجاحات مشروع "دعم سبل العيش الزراعية للعائدين والمجتمعات الريفية وشبه الحضرية في محافظة نينوى".
و يتم تنفيذ هذا المشروع الذي يهدف إلى تحسين دخل المزارعين ودعم واستقرار العائدين في المناطق الريفية وشبه الحضرية من خلال تطوير سلاسل القيمة الرئيسية، لا سيما في قطاع الألبان، ورفع مستوى الصحة والسلامة الغذائية في البلاد، من قبل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بالتعاون مع وزارة الزراعة والشركاء المحليين، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.
خلال اليوم الأول من الزيارة في 3 مايو, لاحظت البعثة الأثر الإيجابي لحزمة التقنيات التي تم ادخالها في بعشيقة والتي أدت إلى زيادة إنتاجية المحاصيل بأكثر من 30٪ بالإضافة الى تحسين استخدام الأراضي وخصائص التربة، والترفيع في دخل الأسر من خلال إدخال محاصيل الأعلاف في تناوب المحاصيل.
وضمن سياق تطوير سلاسل قيمة الخضر والزيتون ودعم القدرة المؤسسية للبحوث الزراعية، افتتحت البعثة أيضا حفل توزيع معدات وأدوات وآلات على المزارعين والمديريات الزراعية. ويهدف هذا الدعم إلى المساهمة في تطوير سلاسل القيمة الرئيسية للمحاصيل وتعزيز الأمن الغذائي.
و قد حضر الحفل ممثلون عن السلطات المحلية ورئيس إتحاد المزارعين ومجموعة كبيرة من المزارعين والموظفين الرسميين.
وشدد الدكتور صلاح الحاج حسن، ممثل منظمة الأغذية والزراعة في العراق، على أن هذا الدعم ينبغي أن يسهم في تطوير سلاسل القيمة الرئيسية للمحاصيل الزراعية في محافظة نينوى بالإضافة إلى دعم البحوث الزراعية وتعزيز الأمن الغذائي.
كما أشاد كل من الوكيل الفني لوزارة الزراعة ومدير الزراعة في نينوى بجهود المزارعين والمرشدين بنتائج هذا المشروع. كما شكرا الاتحاد الأوروبي على تمويله ودعمه وشددا على ضرورة تعميم نجاح المشروع في مناطق أخرى من العراق.
" العديد من الأدوات الموزعة تدخل لأول مرة في العراق وذلك لمساعدة المزارعين على توفير الوقت والجهد مثل قاطفات الزيتون، وتسهيل جمعه من خلال الوصول إلى أعلى الأشجار. وشملت المعدات الموزعة منقيات البذور التي تساعد المزارعين ومركز الأبحاث في إنتاج بذور عالية الجودة بالإضافة إلى الآلات الميدانية ومعدات المختبرات التي تدعم البحث ومراقبة جودة البذور "، وفق الدكتور ناقد خميس ، الخبير الزراعي في منظمة الأغذية والزراعة.
وفي الرابع من مايو، شهدت البعثة سابقة تعتبر الأولي في العراق تتمثل في تدشين أول مراكز قروية لجمع وتصنيع الحليب ومشتقاته مجهزة بآلات تبريد الحليب التي ستمكن من الاحتفاظ بكميات أكبر من الحليب الذي تم جمعه لفترة أطول مما سيتيح للنساء معالجة كميات أكبر من الحليب بالإضافة الى توفير المزيد من الوقت لأسرهن والمهام الأخرى.
كما شهدت البعثة تدريبا للنساء المستفيدات من المشروع على استخدام آلات الحلب التي ستمكنهن من توفير الوقت والحفاظ على صحة المواشي وضمان جودة الحليب.
كذلك أقيم حفل في قرية شاقولي لتوزيع الأعلاف والمعدات والأدوات الحديثة على المستفيدين من المشروع حضره 300 شخص، من بينهم 200 امرأة. وقد ألقى الدكتور الشاذلي كيولي، خبير الثروة الحيوانية في منظمة الأغذية والزراعة، كلمة افتتاحية استذكر فيها الإنجازات العديدة ومختلف مراحل المشروع في تطوير قطاع الألبان في نينوى، والذي استفاد منه حوالي 25000 شخص في المنطقة، 60٪ منهم من النساء.
وأشاد ممثل منظمة الأغذية والزراعة في العراق، الدكتور صلاح الحاج حسن، بالاتحاد الأوروبي وشكره على الدعم الكريم الذي قدمه، وأكد أن نجاح المشروع يرجع إلى الشراكة الفعالة والمستمرة مع وزارة الزراعة والتزام المستفيدين وجديتهم. كما أبرز أن التنمية الاقتصادية المحلية تبدأ بـ "الإنسان" من خلال التدريب وبناء القدرات والتنفيذ، وأن هناك فرصة حقيقية لتحسين حالة المرأة الريفية من خلال توسيع اعتماد نتائج هذا المشروع. وختم بالتأكيد بأن المنظمة مستعدة لمزيد دعم العراق والمساهمة في تنمية قطاعه الزراعي.
في مداخلاتهم أثنى كل من الوكيل الفني لوزارة الزراعة ومدير الزراعة في نينوى وممثلة مديرية المرأة بديوان رئيس الوزراء على إنجازات المشروع وأكدوا عن أهميته من حيث تمكين المرأة الريفية وبناء قدراتها واستعدادهم لتوسيع مجاله.
واختتم الحفل بتوزيع شهادات التقدير على أعضاء فريق العمل والمدخلات والمعدات والآلات الحديثة على المزارعين والمربين والمنتجين في جو بهيج عمه التفاؤل بمستقبل أفضل للمنطقة والعراق والحماس لمزيد العمل و الانتاج.
ويذكر ان هذا المشروع المنفذ من قبل منظمة الأغذية والزراعة والممول من الاتحاد الأوروبي في نينوى قد أحرز تقدما كبيرا في تطوير قطاع الألبان وتحسين الصحة وسلامة الأغذية في العراق.
وسلط الدكتور صلاح الحاج حسن الضوء على نجاح المشروع، مؤكدا أنه سيكون نموذجا للمشاريع المستقبلية وسيتم تعميمه في مناطق أخرى من العراق بالتعاون مع وزارة الزراعة." هذا المشروع هو تأكيد على التزام المنظمة الثابت بدعم سبل العيش الزراعية المستدامة والمرنة في العراق". وأضاف: " إن الإنجازات الرائعة للمشروع يجب أن تحفز على العمل بجدية أكبر لضمان استقراره واستمراريته. وستركز المرحلة التالية من المشروع على الحفاظ على إنجازات المرحلة الحالية، وتوسيع نطاق برامج التدريب، وتكرار التجارب الناجحة في مناطق أخرى من العراق.
